معاناة حيّرت مؤسسي ومشرفي (القروبات)، حتى أنها أصبحت مملة مثل يوم عاطل، وشائكة مثل سلاح (مهايطي) يتقمص(المراجل) وهو بعيد عنها، مؤسسوها ومشرفوها يريدونها متوهجة بما تدوّنه أقلام الكتّاب والأدباء البارعون، ولكن لا أثر لهم إلا ما ندر، وأصبحت (القروبات) تفتقر للإبداع الأدبي إلا من رسائل النسخ واللصق المكررة وربما بعضها تفتقد للصحة، وأخبار الموتى، وتغطية حفلات الزواجات النمطية، وتغطية حفل تخرج طالب لا يجيد كتابة جملة مفيدة تتكون من سطرٍ كاملاً.

ولا يحرّك تلك (القروبات) سوى (هوشة) غير متكافئة حول موضوع ما حينها يتجمهر الأعضاء داخل (القروب) مكتفين بالتفرجة ما عدى (الملاقيف)، أو مَن لهم قرابة، أو من يميلون لطرف من أطراف (الهوشة) فإنهم يزيدونها اشتعالاً وهذا ما يؤرق المؤسس والمشرفين.

المحبون لها يتساءلون دوماً هل هناك أقلام رائدة وإن كانوا موجودين فأين هم؟! ويغيبُ عنهم السؤال المنطقي اليتيم؛ لماذا انحسرت الثقافة الأدبية في هذا العصر؟! فقد أصبحت الأقلام الناضجة نادرة رغم وفرة الإمكانيات التي تتيح للباحث عن العلم أسهل الطرق وأقلّها تكلفة.

من مآسي (القروبات) الشائكة عندما يكون أعضائها غير متصالحين مع بعضهم كالبراكين الخاملة، أحياناً تشتعل حرباً (كتابيّة) من كلمة فسرت تفسيراً خاطئاً، أو افتعال مشكلة لا وجود لها، وتتحرك الوساطات و(الجهيات) من المصلحين لرأب الصدع، وكل يوم ما بين إزالة وإضافة، رغم أن من استعصى صلاحه إزالة عضويته شرّ لا بد منه.

لدينا أحدث الأجهزة (الإلكترونية) (وأنترنت) فائق السرعة وهذا فضل من الله علينا ثم بجهود حكومتنا الرشيدة، فقد أصبح بإمكاننا أن نقرأ جميع الكتب(إلكترونياً) ونحن نحتسي القهوة في بيوتنا، أو في مقهى، أو في حديقة، أو في بر، أو في أيّ مكان، وهذه نعمة من الله تفتقدها دول مصنّعة سبقتنا بالتقدم سنوات ضوئية وربما عقود.

ما يوضح لنا نمط المجتمع هو اشتهار عديمي المحتوى ومطاردة المجتمع لهم بالآلاف وربما الملايين من المتابعين وهذا ما ينذر بكارثة ضحيتها الأجيال الناشئة، وطالما أن هناك عزوفاً عامّاً عن القراءة، وجماهير ديدنها مطاردة مشاهير التسطيح الفكري فأنّا يحيي الله (القروبات) حياة أدبية إلا أن يشاء الله. والسلام عليكم.